إلى الموظف البائس الكئيب المُحبط من حياته المهنية، وإلى الموظف المُبهم الذي يُسيطر عليه الضياع والحيرة في وضع الأسس الصحيحة لبداية مسيرته المهنية، أدعوكم للتوقف وقراءة جميع فصول هذا الدستور المُصغّر، وتطبيقها جميعًا على حياتكم الشخصية والمهنية، ومحاسبة أنفسكم بتأنٍّ ودون تسرع قبل القفز وتقديم الاستقالة من مؤسسة إلى أخرى دون تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
قد تكونون سبب تعاستكم في العمل دون أن تدروا ذلك. هل سبق لكم العمل بذكاء داخل مؤسستكم؟ هل تعلمتم كيفية التعامل مع مديركم المُسيء؟ هل أدركتم جميع قدراتكم الداخلية واستغللتموها على النحو الأمثل في مؤسستكم؟ هل لديكم وصفة سحرية تُوصلكم إلى مستويات أعلى في عملكم؟ هل أنتم تحترقون في مؤسستكم أم أنكم تحترقون دون أن تدروا؟ هل وضعت استراتيجيات واضحة قبل مغادرة مؤسستك؟
هذه كلها أسئلة مهمة، وقد يكون من الصعب الإجابة عليها بدقة، والدستور المصغر الذي بين يديك سيحاول جمع ما بعثرته، وإعادة رسمه وصياغته على أسس صحيحة، بناء على تجارب شخصية حقيقية عشتها في أكثر من بلد ومؤسسة وشركة.